الفروقات الرئيسية بين الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة

تعتبر المشاريع الصغيرة (متناهية الصغر و الصغيرة و المتوسطة) محرك أي اقتصاد. وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي، تمثل المنشآت الصغيرة والمتوسطة نسبة %90 من جميع المنشآت وتساهم بنسبة تصل إلى %70 من الوظائف والناتج المحلي الإجمالي العالمي (1). كما أن المنشآت الصغيرة تعتبر المنصة الوحيدة للشركات الناشئة لبدء أنشطتها في عالم ريادة الأعمال، مع بعض الاستثناءات لبعض الشركات الناشئة التي تكون شركات كبيرة منذ تأسيسها. لذا، فيمكن تصنيف جميع الشركات الناشئة بأنها مشاريع صغيرة والعكس غير صحيح.

لتوضيح الفروقات الرئيسية بين المشاريع الصغيرة والشركات الناشئة سيتم تقديم مجموعة تعريفات للمشاريع الصغيرة وكذلك للشركات الناشئة.

التعريفات

المشاريع الصغيرة: يتم تعريف المشاريع الصغيرة بمعايير كمية محددة مثل عدد الموظفين أو إجمالي رأس المال أو إجمالي قيمة الأصول أو إجمالي قيمة المبيعات. تعرف الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) في السعودية، المشاريع الصغيرة على النحو التالي: المنشآت المتناهية الصغر هي التي تضم عمالة بدوام كامل من 1 إلى 5 أو يبلغ إجمالي مبيعاتها السنوية أقل من 3 ملايين ريال. أما المنشآت الصغيرة فهي التي تضم عمالة بدوام كامل من 6 إلى 49 أو يبلغ إجمالي مبيعاتها السنوية أكثر من 3 ملايين وأقل من 40 مليون ريال. والمنشآت المتوسطة هي التي تضم عمالة بدوام كامل من 50 إلى 249 أو لديها إجمالي مبيعات سنوية أكثر من 40 مليونا وأقل من 200 مليون ريال (2).
تعريف مجموعة البنك الدولي للمشاريع الصغيرة، يستخدم التعريف ثلاثة معايير رئيسية ويتم تصنيف المنشأة وفقاً لتحقيقها لاثنين من هذه المعايير. يبلغ عدد موظفي المشاريع متناهية الصغر أقل من 10 موظفين وإجمالي أصول تبلغ 100,000 دولار وإجمالي مبيعات سنوية تصل إلى 100,000 دولار. أما المشاريع الصغيرة، فيبلغ إجمالي عدد موظفيها من 10 إلى 49 موظفا ويصل إجمالي أصولها 3 ملايين دولار وإجمالي مبيعاتها السنوية 3 ملايين دولار. أما المشاريع المتوسطة، فيتراوح إجمالي عدد موظفيها من 50 إلى 300 موظف ويبلغ إجمالي أصولها 15 مليون دولار وإجمالي مبيعاتها السنوية 15 مليون دولار (3).

الشركات الناشئة: يعرف الأستاذ في جامعة ستانفورد ستيف بلانك الشركة الناشئة بأنها منظمة مؤقتة مصممة للبحث عن نموذج عمل قابل للتكرار والتوسع (4).
تعريف مؤسسة “ستارت أب جينوم” العالمية والمتخصصة في تطوير منظومة الشركات الناشئة والابتكار، للشركة الناشئة: شركة مبتكرة أو تعتمد على التقنية وتم تأسيسها خلال السنوات العشر الماضية ولديها التقنية و/ أو قابلية التوسع في جوهر نموذج أعمالها. بالإضافة إلى البرمجيات، يشمل تلك الشركات الناشئة النشطة في التقنيات العميقة مثل الروبوتات وعلوم الحياة والتقنية الزراعية وغيرها (5).

أهم الفروقات بين المشاريع الصغيرة والشركات الناشئة

مراحل دورة الحياة: تعتبر الشركة الناشئة مرحلة مؤقتة منذ تأسيسها وبناء منتجها الأولي إلى تحقيق ملاءمة المنتج لحاجة السوق ومن ثم النمو المتسارع وبعدها تنتقل لمرحلة أخرى والتي غالباً ما تكون بالتخارج – الاستحواذ أو الاندماج أو الطرح العام الأولي – أو تكون شركة كبيرة أو قد تفشل وتخرج من السوق. أما المشاريع الصغيرة فغالباً ما تتخذ هذه الصفة كدورة حياة دائمة لها.

الابتكار: تتمتع الشركات الناشئة بتقديم منتجات أو خدمات مبتكرة، لذا تسعى في تطوير حلول إبداعية لمشاكل لم يتم حلها من قبل. ولذلك تعتبر مرحلة ملاءمة المنتج لحاجة السوق للشركة الناشئة أهم مراحلها. في المقابل، تكون المشاريع الصغيرة في أنشطة تقليدية تم التأكد من حاجة السوق لها مثل المطاعم والبقالات ومراكز الصيانة وغيرها.

قابلية التوسع والنمو: تتميز الشركات الناشئة بقابلية توسع و نمو متسارع تلبي من خلال ذلك حجم الطلب الكبير لقيمة المنتجات والخدمات المبتكرة التي تقدمها. في المقابل، غالباً ما يكون معدل النمو للمشاريع الصغيرة محدود جداً ومرتبط بمتغيرات مثل التغير الديمغرافي؛ زيادة عدد السكان أو زيادة الدخل وغيرها.

المخاطر: تتميز الشركات الناشئة بأنها توفر منتجات وخدمات وحلولا مبتكرة؛ أي أنها لم تقدم من قبل في السوق. لذا، فهنالك عوامل عديدة تؤثر على نجاح هذه الشركات، من أهمها هو مدى ملاءمة المنتج لحاجة السوق. يتم بناء المنتجات وتقديمها في الأسواق وتكتشف الشركة الناشئة فيما بعد بأن المنتج/ الخدمة لا يلائم حاجة السوق، وهذا قد يتسبب في هدر لموارد الشركة الناشئة وقد يتسبب في فشلها وخروجها من السوق. أما المشاريع الصغيرة، فالمخاطر محدودة حيث أن الطلب على المنتج في السوق قد تم التحقق منه.

التمويل: تجذب الشركات الناشئة المستثمرين ومن مصادر متعددة، مثل المستثمرين الملائكيين ومنصات التمويل الجماعي وشركات رأس المال الجريء، لتمويل مراحلها المختلفة عبر جولات تمويلية لكل مرحلة تتمكن من تحقيق أهدافها. يعود ذلك لفرص تعظيم عوائد الاستثمار في حال نجاح الشركة الناشئة والتي قد تبلغ عشرات الأضعاف. في المقابل، تعتمد المشاريع الصغيرة على تمويل رأس مالها من قبل أصحاب هذه المشاريع وبعد ذلك يتم الاعتماد على الإيرادات التي تحققها هذه المشاريع في تمويل أنشطتها.

تحقيق الإيرادات والأرباح: تستخدم الشركات الناشئة التمويل التي تحصل عليه في مراحلها المبكرة (ما قبل البذرة والبذرة) لبناء منتجها وتكوين فريق العمل والتحقق من قيمة المنتج ومدى ملاءمته لحاجة السوق، أي أنها ستحتاج وقت قد يمتد لعدة أشهر أو لسنوات لتحقيق الإيرادات ومن ثم الأرباح. من جهة أخرى، تحقق المشاريع الصغيرة منذ تأسيسها ومزاولة أنشطتها الإيرادات والأرباح، فالمنتج أو الخدمة متوفر في السوق من قبل وتم التأكد من حالة الطلب عليه.

التقنية: تعتمد الشركات الناشئة على التقنية في تقديم منتجاتها وخدماتها المبتكرة بحيث تساعدها التقنية في بناء وتقديم القيمة وتحقيق النمو المتسارع. أما المشاريع الصغيرة، يكون استخدام التقنية محدود و يتم الاعتماد وبشكل كبير على الطرق التقليدية في تشغيلها وإدارتها وتقديم منتجاتها وخدماتها.

إستراتيجية التخارج: تعد مرحلة التخارج، مثل الاندماج والاستحواذ و الطرح العام الأولي، مرحلة مهمة للشركة الناشئة وعادة ما يكون هدف رئيسي لمؤسسيها والمستثمرين فيها. في المقابل، غالباً ما تحافظ المشاريع الصغيرة على كيانها وبقائها من دون هدف للتخارج.

المصادر:
1- المنتدى الاقتصادي العالمي
2- الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة
3- مجموعة البنك الدولي
4- ستيف بلانك
5- ستارت أب جينوم