وفقًا لدراسة أجراها روبرت فيرلي، أستاذ السياسات العامة والاقتصاد في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، يفشل نصف الشركات الناشئة خلال عامين من تأسيسها، ولا يستمر سوى ثلثها لمدة خمس سنوات.
ولتحديد أسباب هذا الفشل، يستعرض مقال حديث في صحيفة وول ستريت جورنال أهم 10 أسباب لفشل المشاريع الناشئة، استنادًا إلى آراء خبراء في ريادة الأعمال، وهي كالتالي:
1- المبالغة في العناد: يعود فشل العديد من المنشآت الصغيرة في جوهره إلى ضعف القيادة، تشير دانا غرينبرغ، أستاذة السلوك التنظيمي في كلية بابسون، إلى أن المشكلة تكمن في الافتقار إلى السماع والانفتاح على وجهات نظر الآخرين. يرغب الكثير من رواد الأعمال في فرض سيطرة كاملة على المشروع، إذ يرتبطون بأفكارهم إلى حدّ يجعلهم يرفضون تصحيح المسار عند الضرورة، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى فشل المشروع.
2- الفشل في التمحور: لا يمكن لأصحاب الأعمال الصغيرة منع الصدمات الخارجية الكبرى، لكن قرارهم بالتمحور (التغيير في نموذج العمل التجاري) هو مفتاح البقاء. على سبيل المثال، واجهت الشركات التي اعتمدت على المبيعات المباشرة تحديات أثناء إغلاقات جائحة كورونا، لكن البعض عزز فرص بقائه بالتحول إلى استراتيجيات مرنة مثل التوصيل إلى المنازل.
3- الصدمات الخارجية: المشاريع الصغيرة أكثر عرضة للأزمات الاقتصادية والتغيرات المفاجئة بسبب محدودية الاحتياطات النقدية والمخزون ونفوذ التفاوض مع الموردين. خلال جائحة كورونا، أغلقت 8.5٪ من المشاريع الصغيرة أبوابها، مقارنةً بـ2.7٪ للشركات الكبيرة، وذلك فقًا لدراسة أجراها فيرلي والمكتب الوطني للبحوث الاقتصادية.
4- افتقار الطلب في السوق: إذا لم يكن هناك طلب في السوق على المنتج، فلن ينجح المشروع. يقول روبرت بلاكبيرن، أستاذ ريادة الأعمال في جامعة ليفربول بالمملكة المتحدة، إن كثيرًا من الناس يبدأون مشاريع صغيرة بدافع شغفهم بالنشاط نفسه، ولكن هذا وحده لا يكفي لبناء مشروع ناجح. لذلك فمن المهم التأكد من تقديم منتج ملائم لحاجة السوق.
5- تحديات التمويل: بناء قاعدة عملاء وتحقيق الإيرادات يستغرق وقتًا، بينما تستمر المصاريف في الارتفاع. يمكن للاحتياطيات النقدية سد هذه الفجوة، لكن الحصول على التمويل ليس سهلاً. يعتبر الوصول إلى التسهيلات الائتمانية والتمويل من أكبر التحديات التي أشار إليها المشاركون في استطلاع أجراه الاحتياطي الفيدرالي لمنظمات دعم الشركات الصغيرة في عام 2025.
6- النزاعات الداخلية: تعيق النزاعات الداخلية قرارات استراتيجية مثل التوسع أو التمحور ، وقد تؤدي إلى شلل العمل وانهيار الروح المعنوية للفريق.
من جهة أخرى، يؤكد جوش بارون، محاضر في إدارة الأعمال بكلية هارفارد للأعمال، أن غياب الخلافات تمامًا ضار بنفس القدر، إذ يمنع طرح القضايا الصعبة والحلول المبتكرة. لذا من المهم بناء ثقافة مؤسسية تتيح مناقشة المشكلات بحرية دون الخوف من النزاعات.
7- الارتباط العاطفي بالمشروع: أجرت آنا جينكنز، أستاذة مشاركة في كلية إدارة الأعمال بجامعة كوينزلاند في أستراليا، مقابلات مع 120 رائد أعمال اضطروا مؤخرًا لتقديم طلب إفلاس. ووجدت أن أولئك الذين كانت هويتهم وتقديرهم لذاتهم مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بالمشروع واجهوا صعوبة أكبر في التكيّف مع الفشل.
8- افتقار الخبرة: رواد الأعمال الذين لديهم خبرة سابقة في مجال عملهم يمتلكون ميزة كبيرة، إذ يمكنهم تعلم التفاصيل والاستراتيجيات واستخلاص دروس مهمة حول النجاح والفشل. وأفضل أنواع الخبرة هي العمل في مشاريع العائلة. تشير نتائج دراسة أعدّها فيرلي إلى أن رواد الأعمال الذين سبق لهم العمل في مشاريع أسرهم تقلّ احتمالية إغلاق مشاريعهم بنسبة 17٪ مقارنةً بغيرهم.
9- التوسع السابق لأوانه: يجهد التوسع السابق لأوانه موارد المشروع بشكل يفوق قدراته، سواء من خلال شراء معدات زائدة، أو فتح فروع كثيرة، أو توظيف عدد كبير من الموظفين.
يشير جوش بارون إلى أن العنصر الجوهري في القرار يكمن في إيجاد التوازن بين التفكير قصير وطويل المدى. فإعادة استثمار الأرباح في المشروع يمكن أن تحقق نموًا كبيرًا على المدى الطويل، ولكن فقط إذا ترافق ذلك مع الاهتمام بالقضايا الأكثر إلحاحًا مثل التدفق النقدي ورأس المال العامل.
10- العمل بشكل فردي: يعتقد الكثير من الناس أن رائد الأعمال الناجح يبتكر فكرة ويعمل بشكل فردي لتحويلها إلى حقيقة. لكن الخبراء يقولون إن هذا ليس هو الطريق المعتاد للنجاح. يحتاج رواد الأعمال إلى فريق حولهم لتقديم مهارات ووجهات نظر مختلفة، ولدعم بعضهم البعض خلال الأوقات الصعبة.
